environnementsciences

الكورونا تهدد الثديات البحرية أيضاً

يبدو أن فيروس كورونا لا يشكل خطرا فقط على الإنسان، بل قد يمتد تأثيره الى العديد من الكائنات الأخرى و خاصة الثديات. كيف لا في حين لا يزال المتهمان الأولان لنشر المرض لدى الجنس البشري من الثديات، ألا و هما الخفاش و حيوان الأرماديلو المدرع. كما اضطرت الدانمارك مؤخرا لاعدام ملايين من حيوانات المنك، التي يتم تربيتها لأنتاج الفرو، لاصاباتها بفيروس كورونا. و قد تنظم للقائمة جملة من الثديات البحرية حسب دراسة حديثة لباحثين في جامعة دالهاوزي الكندية.

الدلفين، أكثر الثديات البحرية قربا من الإنسان و محيط عيشه

و حسب هذه الدراسة، فان الباحثين يبدون قلقهم ازاء احتمال وصول فيروس كورونا الى هاته الثديات البحرية كالدلافين و الفقمات و الحيتان. اذ أن الخلايا الرئوية لهاته الثديات تحمل مستقبلات بامكانها التشابك مع البروتين “اس” الخاص بفيروس كورونا مما قد يمكنه من الدخول الى الخلية، اذ أن هاته المستقبلات تشبه كثيرا نظيرتها في الخلايا البشرية، و التي تمكن الفيروس من دخولها و بالتالي الاصابة بالمرض. و يرجع انشغال الباحثين بهذا الموضوع لخشيتهم من تفشي هذا المرض لدى هاته الحيوانات، كونها تتميز في أغلب الأحيان بنمط عيش اجتماعي متقارب، اذ تكون مجموعات كبيرة او صغيرة حسب النوع مما يجعل تفشي المرض فيها ممكنا جدا. و هذا يشكل تهديدا جديا جديدا لهاته الأصناف بما أنها تواجه منذ عقود مشاكل عديدة أثرت سلبيا على أعدادها حتى باتت مهددة بالانقراض كالصيد الجائر و العرضي و التلوث و تدمير مواطن عيشها الخ. كما يضيف الدكتور ڨراهام ديلار مدير البحوث في جامعة دالهاوزي، انه تم في الماضي تسجيل حالات اصابة بأصناف أخرى من الفيروسات التاجية لدى بعض هاته الحيوانات مما تسبب لهم في تلف رئوي خطير.

البروتين “اس” باللون البنفسجي، هي التي تعطي الفيروس شكله التاجي أيضا

أما عن أسباب العدوى فيتمكن الفيروس من التسلل الى محيط عيش هاته الحيوانات عبر مياه الصرف الصحي. و ان كان الفيروس لا يعيش خارج خلية حية، و تؤثر العوامل الفيزيائية في بقائه متماسكا لوقت طويل في محيط خارجي، فقد تمكنت عديد التجارب من الكشف عن وجود الحمض النووي للفيروس في مياه الصرف الصحي و مصباتها في المحيط الطبيعي. و هذا الأمر يطرح عديد الأسئلة حول فاعلية محطات التطهير و معالجة المياه في الحد من انتشار الأمراض في المحيط

اترك تعليقاً