أسماك القرش تغزو سواحل قليبية؟
تداول العديد من مستعملي مواقع التواصل الإجتماعي صورا لأسماك قرش ضخمة تم إصطيادها وإنزالها بميناء الصيد البحري بقليبية، و تفيد التدوينات المتداولة أن أسرابا من أسماك القرش قد إقتربت كثيرا من سواحل مدينة قليبية، الأمر اللذي إضطر قوات الجيش الوطني لإغلاق منافذ الشواطئ بالمدينة.
لكن ما أكده لنا أحد البحارة بالميناء أن هذه الرواية مجانبة للحقيقة، إذ أن إصطياد هذا النوع من القروش الذي يعرف بإسم “الدودة” هو نشاط عادي لبعض البحارة هنا و ليست المرة الأولى التي يتم فيها إصطياد هذا النوع بهذا الحجم و هذه الكمية.
و يتم إصطياد هذا النوع من أسماك القرش بإستعمال صنارات كبيرة تُركّب على خيوط طويلة جدا و ترمى في أعماق تتجاوز المائتي متر، مما يتطلب من سفن الصيد الإبحار لساعات ولمسافات تتجاوز الأربعين ميلا بحريا و هو ما يوافق قلب مضيق صقلية و أين ينحدر القاع بسرعة لأعماق سحيقة.

و يطلق على هذا النوع من سمك القرش محليا إسم “الدودة”، و يعرف علميا ب
Odontaspis ferox
أو القرش الشرس و ذلك بالنظر لشكل فكوكه و أسنانه المخيفة. ولا يشكل هذا النوع خطرا على الإنسان كونه يعيش في أعماق كبيرة لا يتحملها الجسد البشري، و إقترابه من السواحل شبه منعدم. و تشير بعض المصادر أن بعض الغطاسين كانو قد واجهوا هذا القرش في أعماق تتجاوز الخمسين مترا و أكدوا أنه حيوان لطيف و أن ردود فعله لم تكن عنيفة أبدا.
و قد تم رصد هذا النوع في أعماق تجاوزت الألف متر بإستعمال روبوتات غواصة، أين يصطاد طعامه المتكون أساسا من الأسماك القاعية و بعض القشريات الكبيرة، وأحيانا قروشا أخرى. ويتجاوز طوله الأربعة أمتار و وزنه الثلاثة مائة كيلوغرام. و يصنف هذا النوع في خانة الحيوانات المهددة بالإنقراض حسب الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة.

و الجدير بالذكر أن القروش بصفة عامة تصنف في قمة الهرم الغذائي، و بالتالي فأنسجتها تحتوي على نسب عالية من المعادن الثقيلة كالرصاص و الزئبق و المواد ذات السمية العالية. و هذا ما يجعل لحومها غير منصوح بها و ذلك للتأثيرات الوخيمة لهذه المواد على صحة المستهلك و أهمها المشاكل العصبية و الزهايمر.