evasion

الكورونا و البحر

مع إقتراب فصل الصيف و موسم البحر و السباحة، تزايدت التساؤلات حول إمكانية إنتقال عدوى الإصابة بفيروس كورونا عن طريق مياه البحر أو مياه المسابح. و في هذا السياق أفاد الدكتور محجوب العوني، أستاذ الفيرولوجيا بجامعة المنستير، و عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، في تدخله أمس مع جيهان ميلاد على إذاعة موزاييك اف ام، أن مياه البحر لا تشكل وسطا ملائما لتنقل فيروس كورونا، و يعود ذلك خاصة لقدرة مياه البحر على التخفيف من تركيز الحمل الفيروسي في حال وجوده بإعتبار الحجم الكبير لمياه البحر والتيارات التي تحركها، إذ أن أحد أهم المعايير المحددة لإمكانية العدوى ليس وجود الفيروس أو عدمه، و إنما تركيزه في وسط معين. كما تساهم الخصائص الكيميائية لمياه البحر في تدمير الفيروس (ملوحة، حموضة ، أملاح معدنية معينة…) و في ما يخص مياه المسابح فإن الكلور المضاف كفيل بالقضاء على الفيروس.

كما أكد الدكتور محجوب العوني على ضرورة التباعد الإجتماعي، بما أن الشكل الأساسي لإنتقال العدوى بهذا الفيروس هو مباشرة من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الخارج من الأنف و الفم، و لمس الأسطح الملوثة و التلامس الجسدي، و هذا ينطبق أيضا على مرتادي الشواطئ و المسابح الذي يتوجب عليهم الحرص على ترك مسافة كافية بينهم و تفادي التجمهر و التجمعات.

و الجدير بالذكر أن فيروس الكورونا هو من النوع المغلف، إذ أن الكبسولة التي تحوي المادة الجينية للفيروس موجودة تحت غلاف دهني. و يبدو هذا الغلاف لوهلة سبب قوة و شراسة الكورونا و لكنه في واقع الأمر سبب ضعفها، فالمعروف عن الفيروسات أن غير المغلفة منها، هي الأكثر مقاومة للعوامل الخارجية. و في حين تكون المغلفة حساسة و تتفكك بسهولة، فهي الأخطر إذا ما دخلت الجسم الحي. بالتالي يكفي وجود مادة مذيبة للدهون ليتفكك الغلاف و ينتهي أمر الفيروس. و المواد المذيبة للدهون هي المذيبات العضوية بصفة عامة كالكحول، و الصابون بجميع أنواعه و من هنا تبرز أهمية غسل اليدين بالصابون و إستعمال المستحضرات الكحولية المعقمة.

اترك تعليقاً