اكتشاف غواصة حربية عرض رأس ادار
تمكن الغطاس التونسي المعروف سليم بكار مؤخرا من العثور على حطام الغواصة الحربية الفرنسية “اريان” قبالة رأس ادار أو الرأس الطيب من منطقة الهوارية في تونس. و قد تطلب الأمر عمليتي غطس الى عمق حوالي 50 مترا تحت سطح البحر للتأكد من هوية الالة الحربية. و تعود هذه الغواصة لفترة الحرب العالمية الأولى. إذ تم بنائها سنة 1913 في شيربورڨ شمال فرنسا ضمن مجموعة من الغواصات المطورة لتأدية مهمات حراسة السواحل و المحاصرة. و يبلغ طولها 54 مترا و بحمولة كلية تساوي 609 أطنان حجمية، وهي مجهزة بمحركي ديزل ثنائي الأشواط بقوة 400 حصان بخاري و أيضا محركين كهربائيين بقوة 350 حصانا للمناورة و التحرك تحت سطح الماء أين يمكن أن تبلغ سرعتها 5 عقد لمسافة مائة ميل بحري.

كانت هذه الغواصة تابعة لسرب بنزرت تحت لواء البحرية الفرنسية و تم ضربها بطوربيدين على مستوى المقدمة من طرف الغواصة الألمانية “يو سي 22” حين كانت الأريان تقوم بمناورة على السطح على مسافة ميلين شمال رأس آدار. غرقت الغواصة بسرعة يوم 19 جوان 1917 على الساعة السادسة صباحا مخلفة 21 قتيلا فيما نجا 8 من أفراد الطاقم.
و يضيف فريق الغطس الذي إكتشف الغواصة: كنا على علم بوجود شيء ما في هذا المكان. إذ أن جهاز الكشف بالصدى كان يضهر لنا دائما شكلا كنا نحسبه سفينة إستقرت على أحد جانبيها. و لأن المنطقة تحوي عددا كبيرا من حطام السفن القديمة، فلم نعر الأمر إهتماما كبيرا. إلى أن قررنا في ذلك اليوم الغطس إلى تلك الإشارة، و لم يخطر ببالنا يوما أن تكون غواصة بهاته الحالة الجيدة و بهاته القيمة التاريخية.
و حسب المواثيق الدولية، فإن المراكب الحربية الغارقة تبقى على ملك دولة اللواء الذي تحمله لحظة الغرق، أي فرنسا. و تعتبر السفن الغارقة أيضا قبورا لإحتوائها في غالب الأحيان على بقايا جثث أدمية، بالتالي يجب التعامل معها بخصوصية. لكن بالنسبة لهاته الغواصة التي تجاوزت المائة سنة منذ غرقها، فوضعيتها تخضع لإتفاقية بشأن التراث الثقافي المغمور بالمياه التي أعدتها اليونسكو سنة 2001 و صادقت عليها البلاد التونسية سنة 2009. و من جملة ما تنص عليه هذه الإتفاقية، أن مثل هذه القطع لا يجب ان تحرك من مكانها (إلا لغايات علمية) أو تنهب أو تبعثر.
ويبقى السؤال المطروح هنا، هل يمكن أن يشكل هذا الحطام خطرا من نوع ما؟ إذ ربما لا تزال الغواصه تحوي كميات من الوقود الذي قد يتسرب يوما من الأيام، و المؤكد أيضا أنها تحمل كمية من الذخيرة التي يمكن أن تكون قابلة للإنفجار أيضا. والإجابة عن هذا السؤال هي بيد السلطات التي ستهتم بالموضوع في إطار الأعراف و المواثيق الدولية و الديبلوماسية و التي ستحدد أيضا إمكانية و طرق الوصول لهذه الغواصة.
في ما يلي فيديو لعملية الغطس و صور للغواصة