ماهو زبد البحر
يحدث أحيانا أن تتجمع كميات من الرغوة على الشواطئ. رغوة تعرف اصطلاحا بزبد البحر. و يكون قوامها هشا و ملمسها خفيفا فيما يترواح لونها بين الأبيض الناصع و الرمادي الباهت و البني الفاتح. و تنتشر هاته الظاهرة في كل بحار العالم خاصة عقب ظواهر جوية قوية كالعواصف و الرياح الشديدة. ولكن قبل كل شئ، ماهو زبد البحر أصلا؟
مكونات زبد البحر
يتكون زبد البحر أساسا من مواد عضوية ، دهون و بروتينات يكون متأتية من الكائنات الحية البحرية. وأحيانا الملوثات التي يتسبب فيها الانسان كالمياه المستعملة غير المعالجة. أما الطبيعية منها فمصدرها خاصة افرازات هلامية لبعض الطحالب. و منها ما ينتج عن تفكك الكائنات الميتة اضافة للكائنات المجهرية و ذوات الخلية الواحدة. ان تواجد هاته العناصر في البحار هو أمر طبيعي و عادي جدا، ولكننا لا نرى زبد البحر يتكون في كل مرة. ذلك لأن هاته المواد تكون ضعيفة التركيز في المياه، و يحدث أن ترتفع نسب المواد العضوية تحت تأثير عوامل مختلفة فتصبح الوضعية ملائمة لتشكل الزبد. فكيف يحدث ذلك؟

ظروف و آلية تكون الظاهرة
كما ذكرنا آنفا ينتج زبد البحر بوجود المواد العضوية على سطح الماء بنسب مرتفعة تحت تأثير الرياح خاصة. و بتفاعلها مع المياه و الأملاح تكتسب هاته المواد قابلية رفع التوتر السطحي لماء البحر تماما كما يفعل الصابون. بالتالي يصبح تشكل الفقاعات و الرغوة أمرا سهلا. و مع تواصل هبوب الرياح و اضطراب البحر خاصة قرب الشواطئ و السواحل الصخرية اين تتكسر الأمواج بقوة، تصبح الفقاعات أصغر فأصغر و تكون الرغوة أكثر تماسكا و يتكون الزبد. تشبه هاته الظاهرة تماما عملية خفق البيض. اذ يتكون هذا الأخير من ماء و بروتينات و دهنيات أساسا، تشكل عندها ضربها بالقوة و الوقت الكافيين رغوة متماسكة.
استعمالات زبد البحر
تعزى لزبد البحر فوائد عدة اذ يوصف لعلاج الجلد و العناية بالبشرة. بينما يرى بعض الأخصائيين ان هاته المادة يمكن أن تكون مهيجة للعيون وقد تشكل مخاطر صحية لمرضى الربو أو من يعانون من مشاكل تنفسية. بالتالي فمن الأفضل التعامل معه كظاهرة طبيعية فقط وليس كعلاج.
كما يمكن ان تأثر خصائصه الرافعة للتوتر السطحي بطريقة سلبية على بعض الحيوانات. ففي سواحل كاليفورنيا سنة 2007، ربط الباحثون هناك عدم قدرة نوع من الطيور البحرية على الطيران و موت عدد منها بتعرضها لهاته المادة التي نشأت عقب تكاثر سريع لطحالب حمراء مجهرية في المنطقة (مصدر). حيث تفاعل الزبد مثل الصابون مع المادة العازلة للماء على ريش الطيور و غسلها. ما جعل ريشها قابلا للتبلل و بالتالي أصبحت غير قادرة على الطيران و البحث عن الغذاء.
تنويه
بخصوص التسمية، هناك خلط شائع بين الرغوة الكثيفة التي كنا بصدد تفسيرها و بين عظم الحبار، الذي على ما يبدو، يحمل نفس الاسم في بعض الثقافات. ولكن الأصل في العربية هو تلك الرغوة. ونستدل على ذلك بقوله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في سورة الرعد: “فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”، في تشبيه للباطل بالزبد، اذ مهما عظم و ارتفع فهو واهن يتبدد مع أول هبة ريح و لا يبقى منه شيء.