لون السلمون
بين الزهري و البرتقالي، يعتبر لون السلمون من الألوان المحببة لدى الناس. ان كان لصبغ الأقمشة او لطلاء المباني. بل وحتى أدوات المنزل و السيارات. لون دافئ و هادئ ارتبط بالذوق و الفخامة. وهو لون لحم سمكة السلمون، و منها اشتق الأسم
في الغالب، تكون الأنسجة العضلية للأسماك ذات لون أبيض قد يميل الى الرمادي أو الزهري الخفيف . وأحيانا أحمرا قانيا مثل بعض أصناف التونة. ولكن لون شريحة سمكة السلمون فريد جدا اذ تكاد تكون السمكة الوحيدة التي تحمل هذا اللون. اذ تتراوح درجاته بين الزهري و البرتقالي و الخوخي. ، و قد تختلف شدته من سمكة لأخرى و من منطقة لمنطقة. و لا يعود هذا اللون لنسيج العضلات في حد ذاته و انما لمواد معينة، انها الكاروتينويدات.

تعتبرالكاروتينويدات عائلة كبيرة من الأصباغ الطبيعية المنتشرة تفرزها حصريا النباتات. وهي مركبات عضوية ذوابة في الدهون و تتراوح ألوانها من الأصفر الى البرتقالي. وهي المسؤولة على لون الجزر مثلا. وللكاروتينويدات دور هام أجسام الكائنات الحية. فهي تساهم في التمثيل الضوئي لدى النباتات كما تمثل العنصر الأساسي لتكوين الفيتامين أ لدى الحيوان و الانسان. كما تلعب دورا هاما كمضادات للأكسدة فتحمي بذلك الأنسجة و الجلد و و المادة الوراثية داخل الخلايا. كما تعزز عمل نضام المناعة في الجسم و النمو لدى الصغار خاصة. ولكن من أين تتحصل السمكة على هاته المركبات مادام انتاجها خاصا بالنباتات؟
بعد خروجها من مجاري المياه العذبة الى البحر. تعيش أسماك السلمون في المياه الباردة شمال المحيطين الأطلسي و الهادي أين تتغذى على الأسماك الصغيرة و خاصة القشريات كبعض أصناف جراد البحر. هاته الأخيرة غنية جدا بالكاروتينويدات اذ تتحصل عليها من العوالق النباتية التي تأكلها. ومع الوقت تتركز هاته الأصباغ في أنسجة السمكة و تعطيها لونها المميز. من بين العدد الكبير لأصباغ الكاروتينويدات ، يعتبر الأستاكزانثين المركب الرئيسي المسؤول عن لون السلمون.
و لكن أغلب أسماك السلمون الموجودة في الأسواق اليوم، هي أسماك يقع تربيتها في أقفاص و يتم تغذيتها بأعلاف مركزة و لا يمكن بأي حال توفيرجراد البحر لها و لو بصفة وقتية. و مع ذلك تحصل الأسماك على لون لحمها المميز، و لو بدرجة أقل من الأسماك الوحشية.
يحدد لون لحم السلمون جودته ، و بالتالي ثمنه و اقبال المشترين عليه. و لذلك ابتكرالمختصون سلما لدرجات الألوان خاصا بهاته السمكة يساعد على تحديد قمتها. بالتالي أصبح من مصلحة المربين الحرص على حصول الأسماك على ما يكفي من الأصباغ و خاصة مركب الأستاكزانثين الذي يضاف الى الأعلاف عند صناعتها بكميات كافية. لحسن الحظ يعتبر هذا المركب مادة طبيعية، حيث لا يتم انتاجه كيميائيا بل يتم استخلاصه من بعض الخمائر و الطحالب وحيدة الخلية التي يتم استزراعها .
