ظواهر طبيعية

أسماء الرياح في تونس

التسميات التقليدية و المتداولة للإتجاهات و الرياح في تونس
سماوي، برّاني، شرقي، شلوق، قبلي، الباش، غربي، شرش

ان المتعامل مع البحارة و المتردد على الموانئ، كثيرا ما يسمع كلمات مثل “الريح اليوم شلوق”. و ايضا يستعمل مقدمو النشرة الجوية مفردات ك “شرش” و “برّاني” للدلالة على إتجاه الريح. و ان كانت أسماء الرياح في تونس مرتبطة بالإتجاهات الجغرافية عند اغلب الناس، فإن الأمر ليس بالضبط كذلك.

اتجاهات الرياح الأساسية

الإتجاهات الأربع الأساسية المعروفة، و هي الشمال، الجنوب، الشرق و الغرب لا يتعدى إستعمالها الخرائط و الوثائق الرسمية. إذ يستعمل البحارة مفردات أخرى لتسمية هذه الإتجاهات فيصبح الشمال “سِمِيَّة” و الجنوب “قبلة” و يبقى الشرق شرقا و الغرب غربا.
السمية، لعل أصل هذه التسمية يعود للسماء كونها توجد فوق. إذ جرت العادة منذ القدم، أن ترسم جهة الشمال من الأعلى في الخرائط و ورود الرياح. اما القِبْلِة فالتسمية تشيركما هو مفترض إلى الكعبة بمكة المكرمة. و إن كان الأمر جغرافيا لا يستقيم حيث أن جهة القبلة في البلاد التونسية تكون بين الشرق و الجنوب الشرقي. لكن لا نجد اشارة واضحة في المراجع لسبب هذه التسمية و العلاقة بين جهة الجنوب و الكعبة. و يبدو أن الأمر يتعلق بأصل معنى كلمة قبلة في اللغة العربية الذي يتجاوز الاشارة الى اتجاه الكعبة.
من جهة أخرى هناك من يفترض ان هذه التسمية في البلاد التونسية تعود لكون بداية طريق الحج برّا قديما، كانت تتجه جنوبا. و لكن نجد ربطا بشكل آخر و بجهات أخرى بين كلمة قبلة و بعض الرياح. فريح الڨبلي مثلا في ليبيا و مصر هي رياح جنوبية حارة و جافة. بينما يطلق اسم ريح القبول بفتح القاف، على ريح لينة لطيفة تهب من الشرق في الجزيرة العربية.
بالتالي تكون أسماء الرياح حسب هذه الإتجاهات: سماوي و شرقي و قِبْلِي أو ڨِبْلِي و غربي.

اتجاهات الرياح الفرعية

ثم تنبثق من هذه الاتجاهات الأساسية أخرى فرعية. أو كما يحلو للبعض بتسميتها بأنصاف الاتجاهات وهي الشمال الشرقي و الجنوب الشرقي و الجنوب الغربي و الشمال الغربي. و يقابلها بلغة البحارة البرّاني و الشلوق و الباش ثم الشرش

أما أصل هذه التسميات فيعود أساسا لتأثيرات البحارة الإيطاليين عند إحتكاكهم و تعاملهم مع التونسيين فكلمة برّاني مثلا تعني الغريب. و ربما تفيد هذه الاستعارة أن هذه الوجهة تشير لأرض الغرباء أي إيطاليا كونها بلاد العجم غير المسلمين. إذ أن في جل السواحل التونسية، يطابق هذا الإتجاه التراب الإيطالي. بالتالي فإن الريح القادمة من هذا الإتجاه تكون غريبة، أي برّانية، فيصبح الإتجاه “برّاني”. و إن كان هذا هو التفسير الشعبي المتداول، فالغالب أن أصل التسمية يعود لكلمة بورا(1) بالإيطالية و هي الريح القادمة من الشمال الشرقي.
أما الشلوق، فيقابلها كلمة سيروكو في الفرنسية و تشيروكو(2) بالإيطالية، و الإقتباس بيّن. و أصل الكلمة باللاتنية هو تسمية لريح تهب من القطاع الجنوبي على إيطاليا و جنوب فرنسا و تكون حارة و جافة. و من الجهة الأخرى نجد الباش، الجنوب الغربي، و أصل كلمة باش نجده في الإيطالية “ليباتشو”(3). فيما تعود شرش إلى الكلمة الفرنسية سارس(4) و التي تفيد في جنوب فرنسا ريحا جافة و باردة و عنيفة تهب من الشمال الغربي.

تسميات أخرى

و مع هاته الأسماء الرئيسية، نجد تسميات أخرى محلية، كالسوسي و البحاري في الوطن القبلي فقط كمثال. و في عديد المناطق، لا ترتبط أسماء الرياح بالجهة الجغرافية فقط. إنما بخصائصها الفيزيائية أيضا كالحرارة و الرطوبة و القوة. فريح الشهيلي مثلا ليست مرتبطة بجهة معينة، و ان كانت تهب غالبا من بين جهتي الغرب و الجنوب. وانما تسمية لريح جافة و حارة جدا تهب صيفا خلال النهار. و رغم هاته الخصائص، المتطرفة نوعا ما، يستحسنها الفلاحون لأنها تجفف حبات القمح و تنضجها كما يجب. بالتالي يتم خزنها بشكل جيد و لمدة طويلة.

1- Bora
2- Cirocco
3- Libeccio
4- Cers

اترك تعليقاً